الثلاثاء، 13 أكتوبر 2009

مفهوم الثقافه في العلوم الاجتماعيه عمل المجموعه الاولى


هذا الكتاب مترجم ,ترجمه الدكتور منير السعيداني , وكذلك ترجمه مقداد حدادي الفصل الأول: المملكة العربية السعودية
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
كلية الشريعة – الثقافة الإسلامية
ماجستير المستوى الأول




دراسة الفصل الأول
مفهوم الثقافة
في العلوم الاجتماعية

دوني كوش

دكتور المادة : عبد الله بن حمد العويسي


ورقة عمل :
حنان الحمداء
سارة الزامل
ريم الحسن
بدرية الشمري
أروى الفقيه
الأصل الاجتماعي لكلمة ثقافة وفكرتها
شرع المؤلف في بيان معنى (مفهوم الثقافة) واستعماله في العلوم الاجتماعية
ولهذا السبب:
ركز على تكون المفهوم كما هو مستعمل في العلوم الاجتماعية

لذلك إذا أردنا فهم المعنى الحالي لمفهوم الثقافة واستعماله
في العلوم الاجتماعية من الضروري أن نعود إلى أصله الاجتماعي
والى تسلسل نسبه ..أي نريد النظر في كيفية تشكل الكلمة
في المفهوم العلمي المرتبط بها وبالتالي البحث عن أصله وتطوره الدلالي.


من مسيرة كلمة ثقافة لا نحتفظ إلا بما يوضح تكون المفهوم كما هو مستعمل في العلوم الاجتماعية.. والسبب في ذلك يعود..
لنشأة الدراسات الثقافية في حجر علماء الاجتماع.

مراحل تطور كلمة ثقافة
أولا / تطور الكلمة في اللسان الفرنسي منذ القرون الوسطى إلى القرن التاسع عشر:
1) في أواخر القرن الثالث عشر.. ظهرت منحدره من كلمة لاتينية.. تعني العناية بالحقل والماشية .. إشارة إلى الأرض المحروثة.

2) بداية القرن السادس عشر: تطورت الكلمة عن الدلالة على حالة
الشيء المحروث لتدل على فعل وهو فلاحة الأرض.

3) منتصف القرن السادس عشر: تكون المعنى المجازي للكلمة
فأصبحت كلمة ثقافة تشير إلى تطوير كفاءة.. أي الاشتغال بإنمائها.

4) القرن الثامن عشر:
أ / بدأت كلمة ثقافة تفرض نفسها في معناها المجازي أي المعنى الدال على ثقافة فكر. (وتحول المعنى من تهذيب الأرض إلى تهذيب العقل)
ودخلت بمعناها هذا معجم الأكاديمية الفرنسية.. وأصبحت متنوعة
والسبب في كونها متنوعة؟
لأنها متبوعة بمضاف يدل على موضوع الفعل
فيقال: ثقافة الآداب.. ثقافة الفنون.. ثقافة العلوم وهكذا.
ب/ تحررت كلمة ثقافة تدريجياً من علاقتها بالمضاف لينتهي
بها الأمر لاستعمالها منفردة للدلالة على تكوين الفكر وتربيته



ظلت كلمة ثقافة في القرن الثامن عشر مستخدمة في صيغة المفرد وهو ما يعكس عالمية النزعة الإنسانية للفلاسفة
والسبب في ذلك:
لأن الثقافة شيء خاص بالإنسان دون أن يعني هذا أي تمييز بين الشعوب أوالطبقات.

يعتبر القرن الثامن عشر فترة تشكل المعنى الحديث لكلمة ثقافة
وقد برز هذا التشكل في اللغة الفرنسية منذ عصر الأنوار وأصبحت كلمة ثقافة من مفردات لغة ذلك العصر .


ترسخت كلمة ثقافة في إيديولوجية عصر الأنوار واقترنت بأفكار
التقدم والتطور والتربية والعقل التي كانت تحتل مكان الصدارة
في تلك الفترة.

س/ ما الأمر الذي ترتب على ترسخ كلمة ثقافة في إيديولوجية عصر الأنوار؟
ترتب عليه اقتراب كلمة ثقافة من كلمة أخرى حازت نجاحا كبيرا أكبر مما حازته كلمه ثقافة ضمن معجم القرن الثامن عشر وهي كلمة حضارة.

س/ مصطلح حضارة وثقافة هل هما مترادفين تماما؟
الكلمتان تنتميان إلى الحقل الدلالي نفسه وتعكسان المفاهيم
الأساسية نفسها إلا أنهما غير مترادفتين تماما
- كلمة ثقافة تستخدم أكثر في التقدم الفردي
- كلمة حضارة تستخدم في التقدم الجماعي

- كلمة حضارة مثلها مثل كلمة الثقافة مفهومها واحدي لا تستخدم إلا في صيغة المفرد
- تحررت كلمة حضارة عند الفلاسفة الإصلاحيين من دلالاتها
على تهذيب الأخلاق إلى دلالتها على العملية التي تخلص الإنسانية
من الجهل واللاعقلانية
- يمكن للحضارة أن تشمل كل الشعوب التي تكون البشرية منها.
إذاً، فاستخدام كلمتي" ثقافة" و "حضارة" في القرن الثامن عشر قد حدد ظهور فهم جديد لا

بسبب مفهوم الثقافة والحضارة في القرن الثامن عشر..
برز مصطلح (علم الإنسان) وقد استخدمه ديدرو للمرة الأولى
ثم ابتدع ألكساندر دو شافان مصطلح علم الإنسان باعتباره العلم الذي يدرس "تاريخ تقدم الشعوب نحو الحضارة".‏.

5) القرن التاسع عشر:
- تطور وتوسع فهم كلمة ثقافة:فقد اغتنت كلمة ثقافة ببعد جماعي ولم تعد تنسب إلى التطور الفكري للفرد فحسب بل تشير أيضا إلى مجموعة من الصفات الخاصة بجماعة بشرية معينة..
والسبب في هذا التطور للكلمة:
بسبب الافتتان الذي ساد بعض الأوساط المثقفة نوعا ما إزاء الفلسفة والآداب الألمانية التي كانت في عزّ تألقها




ثانيا/ تطور الكلمة في اللسان الألماني:
1) في القرن الثامن عشر
ظهرت كلمة ثقافة بالمعنى المجازي في اللسان الألماني وكأنها نقل حرفي للكلمة الفرنسية.
س/ ما العوامل إلي أثرت على نقل تلك الكلمة من الفرنسية إلى الألمانية؟
1/ استخدام اللغة الفرنسية الذي كان علامة مميزه للطبقات العليا ف ألمانيا آنذاك
2/ تأثير عصر الأنوار.

2) في النصف الثاني من القرن الثامن عشر
تطورت الكلمة تطورا سريعا وأصبحت أكثر تحديدا من نظيرتها الفرنسية وحازت على نجاح لم تحظى به من قبل

س/ ما سبب هذا النجاح؟؟
يرجع ذلك إلى تبني الطبقة البورجوازية المثقفة الألمانية
لمصطلح الحضارة واستخدامهم لها في معارضة
الطبقة الارستقراطية ..فقامت الطبقة البورجوازية بوضع
قيم سموها روحية قائمة على العلم والفن والفلسفة في مقابل قيم
المجالات الأرستقراطية

العلاقة بين الطبقتين (الارستقراطية و البورجوازية) :
كان الوضع بين الطبقتين في ألمانيا على العكس مما كان عليه في فرنسا
كان هناك تباعد اجتماعي بين الطبقتين وبينهما بغضاء
وكانت قصور الأمراء محكمة الإغلاق واستبعد البورجوازيون
بشكل كبير عنها وعن أي عمل سياسي..
وهذه المسافة الاجتماعية غذت شعورا بالمرارة لدى
عدد كبير من المثقفين ن هذه الطبقة.. وهذا ما دفعهم للانجاز...
ولكن منذ ذلك الوقت بدء الصعود التدريجية لهذه الشريحة
الاجتماعية الوسطى المثقفة وصار لها صوتها في القومية الألمانية

عللي:
عد البورجوازيون الألمان أن تلك الطبقة الاستقراطية مفتقرة إلى
الثقافة وان كانت تدعي التحضر؟؟
ذلك بسبب إهمالهم للفن والأدب وتكريس جل وقتهم لاحتفالات
البلاط مقلدين الأساليب المتحضرة للبلاط الفرنسي.







3) في القرن التاسع عشر
أ/ تحولت كلمة ثقافة من كونها علامة مميزه للبورجوازية الألمانية
المثقفة إلى علامة مميزة للأمة الألمانية بأكملها..
وأصبحت السمات المميزة للطبقة المثقفة التي كانت تستعرض
ثقافتها كالصدق والعمق والروحانية سمات نوعية ألمانية.‏
وقد كان ذلك تعبيرا عن وعي قومي يبحث عن السمات المميزة
للشعب الألماني في موازاة قوة الدول المجاورة كفرنسا وانجلترا
فكانوا يبحثون في ظل انقساماتهم السياسية عن إثبات وجودهم
بتمجيد ثقافتهم

ب/ ثم تطورت الفكرة الألمانية الخاصة بالثقافة وارتبطت
أكثر فأكثر بمفهوم الأمة وتبدوا الثقافة كمجموعة من الفتوحات الفنية
والفكرية والأخلاقية التي تشكل ميراث أمه











أدت المنافسة بين النزعتين القوميتين الفرنسية والألمانية والجدل الذي امتد منذ القرن الثامن عشر إلى العشرين إلى تفاقم الجدل الإيديولوجي بين مفهومين حول الثقافة
وتحولت الكلمتان إلى شعارين يتم استخدامهما كما تستخدم الأسلحة.

- المفهوم الألماني: يعتبر الثقافة مفهوما ذاتيا يسعى إلى تحديد الاختلافات القومية وتعزيزها.
- المفهوم الفرنسي: فهو يعبر عن أمة حققت وحدتها القومية منذ زمن بعيد.
(فكرة وحدة الجنس البشري)
وهذا ما يفسر الانحدار النسبي الذي أصاب فرنسا في بداية القرن العشرين.
يقول رينان:" إن من يرى نفسه في الأمة الفرنسية مهما كان أصلة فإنه ينتمي إليها:"
وبهذا يكون لدينا نموذجان لمفهوم الثقافة
.وهما في العمق شكلان لتحديد مفهوم الثقافة في العلوم الاجتماعية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق